نوال وماجد يتألقان في قرطاج رغم هفوات المهرجان

الحفل على شاشة التلفزيون بدا جميلاً حيث تولّت قناة "روتانا موسيقى" نقله، لكن خلف الكواليس كانت الأجواء متوتّرة، خصوصاً بين الصّحافيين الذين عوملوا بطريقة خشنة لا تخلو من إهانة، إذ منعوا من دخول الكواليس للإحاطة بتفاصيل الحفل والتحضيرات التي تسبق وقوف الفنانين على خشبة المسرح، وأقل ما يمكن أن يقال عن تصرّف رجال الأمن معهم أنّه يخلو من التهذيب وأقل قواعد الضيافة، بالنسبة إلى الصحافيين العرب الذين حضروا على قلّتهم لتغطية المهرجان.
على الباب الخارجي اصطف رجال الأمن الذين شهروا العداء للصحافيين، فحصلت مناوشات بينهم وبين أكثر من صحافي على خلفيّة منعهم من الدخول إلى الكواليس، ولدى محاولتهم الاستفسار عن أسباب المنع، خصوصاً أنّهم اعتادوا على دخوله قبل بدء حفلات "روتانا"، نفت لجنة المهرجان علاقتها بالمنع محمّلة "روتانا" مسؤوليّة ما يجري، غير أنّ الأمر بدا غير مقنعاً، خصوصاً أنّ مساعد مدير المهرجانات السيّد هشام فليحان كان حريصاً على إدخالنا إلى الكواليس في حفل نوال وماجد، على الرغم من اعتراض رجال الأمن، كما كان المسؤول الإعلامي في الشركة الزميل ربيع فرّان بدوره يتعرّض للمنع من الدخول على مرأى ومسمع من اللجنة المنظّمة للمهرجان، كما منع رجل الأمن المخرجة ميرنا خياط التي تتولى نقل الحفل على شاشة "روتانا" من الدخول إلى الكواليس بحجّة أنّ الفنّان في الداخل.


الجمهور ردد معها كل أغنياتها بشكل لافت

وبدت الرؤية من الأماكن البعيدة التي جلس فيها الصحافيون متعذّرة، خصوصاً مع تفاعل الناس مع نوال وقوفاً، ما دفع بالصحافيين إلى التساؤل عن جدوى وجودهم في مكان لا يستطيعون فيه رؤية الحفل، حيث شاهد الجمهور في منزله ما لم يتمكن الصحافيون من مشاهدته من المكان المخصص لهم.
من المسؤول روتانا أم قرطاج؟
الصحافيون التونسيون ناقمون على "روتانا" خصوصاً أنّ المهرجان يحمّل الشركة مسؤولية تدهور علاقته بالصحافيين، انطباع نقلناه إلى القيمين على الشركة وكان الجواب الوحيد "لو كنّا نملك كل هذه الصلاحية، لكنا منعنا التلفزيون التونسي من الدخول إلى الحفلة وتصويرها، خصوصاً أنّ عقدنا مع قرطاج يعطينا حق النقل الحصري للمهرجان، مع إمكانية تصوير التلفزيون ما مدّته ثلاث دقائق فقط".
وأكّدت مصادر داخل الشركة لإيلاف، أنّ روتانا لا تتدخل في كل ما يتعلق بالعمل الإعلامي، لأنّه لا يدخل ضمن صلاحياتها.


تألق وفرح وتأثر بمحبة الجمهور

فهل ثمّة من يحاول إفشال حفلات "روتانا" في قرطاج؟ ولماذا هذه الحملة على الشركة التي ينتهي عقدها مع المهرجان في هذه الدورة؟ سؤال يبدو أنّ لا إجابة عليه في ظل تبادل الاتهامات التي تبدو "روتانا" بريئة منها، اقلّه لجهة معاملتها لنا منذ وصولنا إلى تونس حتى مغادرتنا لها. لكن الخلاصة التي يمكن لأي صحافي يشارك في تغطية المهرجان أن يصل إليها، هي أنّ مشاهدة الحفلات عبر شاشة التلفزيون تبقى أفضل بكثير من الحضور إلى الصفوف الخلفيّة، التي يبخل بها عليهم رجال الأمن الذين يفتقرون إلى أدنى حدود اللياقة، فهل يتنبّه المهرجان العريق وإدارته الجديدة إلى أهمية العمل الإعلامي؟ وهل يتضامن الصّحافيون التونسيون والعرب للمطالبة بحقوقهم أقله لناحية الاحترام والمعاملة الطيبة، خصوصاً أنّ المهرجان يحتاج إليهم وإلى أقلامهم كي لا يصبح طي النسيان؟



جمهور لم يهدأ وتفاعل رقصاُ وغناءاً على مدى ساعتين من الزمن