مليووووووووون رد

::: محاكم التفتيش :::


ويسألها: أين كانتْ؟ لا يستطيعُ أحدٌ أن يستجوبَ قصيدةً..


وفي أيَّ ساعةٍ رجعتْ إلى البيتْ؟ ومعَ منْ كانتْ؟

وتستجوبُ مُستجوبيها.... القصيدةُ، هي التي تطرحُ أسئلتها

::: >> شيخ حارتنا :::


- - - اليوميات


أقمنا نصف دنيانا (29)

وشيّدنا مزاراتٍ .. على حكمٍ وأمثالِ

وكالببغاءِ .. ردَّدنا لألفِ .. وألفِ دجَّالِ ..

قصدنا شيخَ حارتنا مواعظ ألفِ مُحتالِ ..

فأدخلنا لحجرته ليرزقنا بأطفالِ

وباركنا وقام بنزع جُبَّتِهِ

وعند الباب ، طالبَنَا وضاجعنا

لصنع حجابه البالي .. بدفع ثلاث ليراتٍ

بلا ولد .. ولا مالِ وعُدْنا مثلما جئنا

::: الحصار :::


والنَهْدُ، ديكٌ أحْمَرُ المنقَارْ الشَعْرُ مَحْلُولٌ على آخِرِهْ

بالكُحْلِ.. والأساوِرْ.. وإنَّني محاصرٌ من الجهات الأربعَهْ

وأسألُ اللهَ تعالى، والخَوْخِ.. والرُمَّانِ.. والأنْهَارْ

أن يُديمَ نِعمَة الحِصَارْ....

قصائد لايليا ابو ماضي


::: لقاء و فراق :::


صبرا على هجرنا إن كان يرضيها


فالوصل أجمله ما كان بعد نوى غير المليحة مملول تجنّيها

أسلمت للسّهد طرفي و الضّنى بدني و الشمس بعد الدّجى أشهى لرائيها

إنّ النساء إذا أمرضن نفس فتى إنّ الصبابة لا يرجى تلاقيها

فاحذر من الحبّ إنّ الريح خفيت فليس غير تدانيهنّ يشفيها

يمضي الصفاء و يبقى بعده أثر لولا غرام عظيم مختف فيهعا

مرّت ليال بنا كان أجملها في النفس يؤلمها طورا و يشجيها

تلك اللّيالي أرجو تذكّرها تمّت فما شانها إلاّ تلاشيها

أصبو إليها و أصبو كلّما ذكرن خوف العناء و لا أخشى تناسيها

أرض سماء سواها دونها شرفا عندي اشتياقا إلى مصر و أهليها

رقّت حواشيها و اخضرّ جانبها فلا سماء و لا أرض تحاكيها

كأنّ أهرامها الأطواد باذخة و أجمل الأرض ما رقت حواشيها

و نيلها العذب ما أحلى مناظره هذي إلى جنبها الأخرى تساميها

كأنّها كعبة حجّ الأنام لها و الشّمس تكسوه تبرا في تواريها

و ما أحيلى الجواري الماخرات به لولا التقى قلت فيها جلّ بانيها

من كلّ الوجه يغرينا تبسّمها تقلّ من أإرضه أحلى جواريها

و ناهد حجبت عن كلّ ذي بصر إن نجتديها ، و يثنينا تثنيها

فقي كلّ جارحة منّي لها أثر حشاشتي خدرها و القلب ناديها

و في الكواكب جزء من محاسنها " و الدار صاحبها أدرى بما فيها "

يمّميتها و نجوم الأفق تلحظني و في الجآذر جزء من معانيها

كادت تساقط غيظا عندما علمت في السير شذرا كأنّي من أعاديها

أسرى إليها و جنح اللّيل مضطرب أنّي أؤم التي بالنفس أفديها

و الشوق يدفعني و الخوف يدفعني كأنّه مشفق أن لا ألاقيها

أطوي الدّياجي و تطويني على جزع هذا إليها و هذا عن مغانيها

فما بلغت مغاني من شغف بها تخشى افتضاحي و أخشى الصّبح يطويهعا

هناك ألقيت رحلي و انتحيت إلى إلاّ وقد بلغت نفسي تراقيها

بيض ترائبها سود ذوابيها خود يرى الدّمية الحسناء رائيها

نهودها من ثنايا الثوب بارزة زجّ حواجبها كحل مآقيها

و الثوب قد ضاق عن إخفائها فنبا كأنّها تشتكي ممّا بولريها

و تحت ذلك خصر يستقلّ به عنها فيا ليتني برد لأحميها

قامت تصافحني و الرّدف يمنعها دعص ترجرج حتّى كاد يلفيها

دهشت حتّى كأنّي قطّ لم أرها و الوجد يدفعها و القدّ يثنيها

باتت تكلّمني منها لواحظها و كدت و الله أنسى أن أحيّيها

حتّى بدا الفجر و اعتلّت نسائمه بما تكنّ و أجفاني تناجيها

بكت دموعا و أبكتني الدموع دما و كاد ينشر أسراري و يفشيها

كأنّها شعرت في بعدنال أبدا ورحت أكتم أشياء و تبديها

فما تعزّت بأن الدّهر يجمعنا فأكثرت من وداعي عند واديها

تقول و الدمع مثل الطلّ منتثر يوما و لا فرحت أنّي أمنيها

و الهف نفسي على أنس بلا كدر على خدود خشيت الدّمع يدميها

فقلت صبرا على كيد الزمان لنا ترى تنال من الدنيا أمانيها ؟

فكلّ حافر بئر واقع فيها

::: عصر الرشيد :::


كم بين طيّات الخالية


عبر اللّيالي كاللّيالي جمّة عظة لأبناء الدهور الآتية

الدّهر يفنينا و نحسب أنّه لكنّما النزر القلوب الواعية

فاذا مشى فينا الفناء فراعنا يفني بنا أيّمه و لياليه

إنّ الحياة قصيدة ، أبياتها خلق الخيال لنا الحياة الثانية

كم تعشق الدنيا و تنكر صدّها أعمارنا ، و الموت فيها القافية

و تودّ لو يبقى عليك نعيمها أنسيت أنّ الخلف طبع الغانية ؟

خلذ الغرور بما لديك فإنّما أجهلت أنذ عيك ردّ العارية ؟

إنّ الألى وطئت نعالهم السّهى دنياك زائلة و نفسك فانية

لو أنّ حيّا خالد فوق الثّرى و طئت جبالهم نعال الماشية

أو كان عزّ دائما ما أصبحت ما مات " هرون " و زال " معاوية "

أخنت عليها ، فدروها " بغداد " في عدد الطلول البالية

يأوى إليها البوم غير مروّع خرب تعاودها الرياح السّافية

نزل القضاء فما حماها سورها من كلّ نعّاب أحمّ الخافيه

و اجتاح مجتاح العروش ملوكها ولطالما ردّ الجيوش الغازية

أين القصور الشاهقات و أهلها فكأنهم أعجاز نخل خاوية

درست معالمها و غيّرها البلى باد الجميع ، فما لهم من باقية

أيّام لا دوح المعارف ذابل و لقد ترى حلل المحاسن كاسية

أيّام لا لغة " الكتاب " غريبة ذاو ، و لا دور الصّناعة خالية

أيّام كان العلم يغبط أهله فيها و لا همم الأعارب وانية

أيّام كان لكلّ حسن شاعر أهل الثراء ، ذوو البرود الضافية

أيّام " دجلة " مطمئن هاديء كلف به و لكلّ شعر راويه

" النيل " خادمه الأمين ، و عبده جذلان يهزأ بالبحور الطامية

تهوى الكواكب أنّها حصباؤه " نهر الفرات " و كلّ عين " جارية "

و تودّ كلّ سحابة مرّت به أو أنّها شجر عليه حانيه

و ترى الغزاله طيفها عند الضحى لو أنّه سحب عليها هامية

أيّام كان الشرق مرهوب في سطحه فتبيت عطشى راوية

أيّام تحسها العواصم مثلما يكسو الجلال سهوله و روابيه

و لطالما كانت تعزّ بعزّها حسد العواطل أختهنّ الحالية

*** " مصر " و يحمي ذكرها " أنطاكيه "

يا عصر ط هرون " عليك سلاميه أيّام " هرون " يدير شؤونها

و أذلّ صارمه الملوك العاتيه ملك أدال من الجهالة علمه

تغشى حواضرها و تغشى البادية ز مشت تطوّف في البلاد هباته

و الأرض عدلا و النفوس رفاهيه ملأ البلاد عوارفا و معارفا

و استأنست حتّى الوحوش الضارية فتحضّر البادون في أيّاه

ليست تراه أو " تراه " ثانيه و تسربلت " بغداد " ثوب مهابة

تمحو من الرقّ الحروف الماحية هاتيك أيّام تلاشت مثلما

ذكرى تهشّ لها العظام الباليه لم يبق إلاّ ذكرها يا حسنها

عصر الحضارة متنه و الحاشية لو أنّ هذا الدهر سفر كنت يا

فلأخلعنّ على البشير شبابيه !.. عصر لئن جاء البشير بعودة

إيه " أبا المأمون " ذكرك آبد ***

باق على مرّ العصور بقاءها في الأرض مثل الشامخات الراسيه

إن لم يكن لك مثال بيننا و كذاك ذكر ذوي النفوس السامية

هي في الخمائل زهرة فيّاحة فلأنّ روحك كلّ حين دانيه

إنّي لأعجب كيف متّ و في الروي هي في الكواكب شمسها المتلالية

و من الزمان يهدّ ما شيّدته حيّ و كيف طوتك هذي الطاوية

تشكو إليك اليوم نفسي شجوها ويح الزمان أما تهيّب بانيه ؟

أتراك تعلم أنّ دارك بدّلت فلأنت مفزع كلّ نفس شاكية

أتراك تعلم أنّ ما أثلته من صوت " إسحق " بصوت النّاعية ؟

يا ويح هذا الشرق بعدك إنّه قد ضيّعته الأنفس المتلاهية ؟

ما كان يقنع بالنجوم وسائدا للضعف بات على شفير الهاوية

مسترسلون إلى الذهول كأنّما و اليوم يقنع أهله بالعافية !

مستسلمون إلى الفضاء كأنّما سحروا أو اصطر عوا ببنت الخابية

ألمجد إدراك النفيس ، و عندهم أخذوا و لمّا يؤخذوا بالغاشية

يهوى الحياة الناس طوع نفوسهم ما المجد إلاّ شادن أو شادية

صغرت نفوسهم فبات عزيزهم و هم يريدون الحياة كما هيه

حملوا المغارم ساكتين كأنّما يخشى الجبان كما يخاف الطاغية

لم تسمع الدنيا بقوم قبلهم كبرت على أحناكهم لا الناهية

الله لو حرصوا على أمجادهم ماتوا و ما برحوا الديار الفانية

ملك " العلوج " أمورهم و متاعهم فتلك عنوان الشعوب الراقية

وا خجلة العربيّ من أجداده حتّى سوامهم و حتّى الآنية

*** صارت عبيدهم الطغاة موالية !..

و طئوا " اللّوار " و دوّخوا " إسبانية " أبني الغطارفة الجبابرة الألى

فاستخبروه فذاك أصدق راويه من حولكم و أمامكم تاريخهم

ورموا المعاقل فهي أرض داحيه قادوا الجيوش فكلّ سهل ضيّق

رعبا و أجفلت الصروح العالية و سطوا فأسقطت العروش ملوكها

في اللّيل من وجل تحدّق ساهية و مشوا على هام النجوم فلم تزل

و الشهب من حول المجرّة صادية وردت خيولهم المجرّة شزّبا

أمنوا و ما أمن الزمان دواهيه أعطاهم صرف الزمان زمامه

لكن إلى حفظ البقايا الباقية لا أستفزّكم لمثل فتوحهم

و تسومكم خسفا رعاة الماشية ؟ أتذلّ آناف الملوك جدودكم

في غبطة و الذّلّ نار حامية كم تصبرون على الهوان كأنّكم

إن لم تثوروا ، أمّة متلاشية ؟ يا للرجال ! أما علمتم أنّكم

" دار السّلام " تحيّة من شاعر ***

فأراق ماء شؤونه و لو أنّه حسدت مدامعه عليك قوافية

لو كل مجدك مستردا بالبكا في الغاديات أراق ماء الغادية

فعليك تذهب كلّ نفس حسرة قطرت محاجره الدماء القانية

و لمثل خطبك تستعار الباكية !!

::: بائعة الورد :::


من الفرنسيس قيد العين صورتها


كأنّما و هبتها الشّمس صفحتها عذراء قد ملئت أجفانها حورا

يد المنيّة طاحت غبّ مولدها وجها و حاكت لها أسلاكها شعرا

في قرية من قرى باريس ما صغرت بأمّها ، و أبوها مات منتحرا

و النّفس تعشق في الأهلين موطنها عن الفتاة و لكن همّها كبرا

و تعظم الأرض في عينيك محترما و ليس تعشقه يحويهم حفرا

فغادرتها و ما في نفسها أثر و ليس تعظم في عينيك محتقرا

إلى التي تفتن الدّنيا محاسنها منها و لا تركت في أهلها أثرا

إلى التي تجمع الأضداد دارتها و حسن من سكنوها يفتن البشرا

إذا رآها تقيّ ظنّها " عدنا " و يحرس الأمن في أرجائها الخطرا

تودّ شمس الضّحى لو أنّها فلك و إن رآها شقيّ ظنّها " سقرا "

و الغرب لو كان عودا في منابرها و الأفق لو طلعت في أوجه قمرا

في كلّ قلب هوى كأنّ له و الشّرق لو كان في جدرانها حجرا

( باريس ) أعجوبة الدّنيا و جنّتها في أهلها صاحبا ، في أرضها وطرا

... وربّة الحسن مطروقا و مبتكرا

فطالما أبصرت أشباهها صورا حلّت عليها فلم تنكر زخارفها

فطالما قرأت أخلاقهم سيرا و لا خلائق أهليها وزيّهم

كذلك الطّير إما فارق الوكرا و إنّما أنكرت في الأرض وحدها

و لا أب إن دعته نحوها حضرا يتيمة مالها أم تلوذ بها

ما عزّ في أرض " باريس " من افتقرا غريبة يقتفيها البؤس كيف مشت

عن سالف الهمّ بالهمّ الذي ظهرا مرّت عليها ليال و هي في شغل

تستنزل الرّزق فيها الفرد و النّفرا حتّى إذا عضّها ناب الطّوى نفرت

من كفّها الرود منظوما و منتثرا تجني اللّجين الباذلوه لها

و تتّقي فيه فوق الوجنة النّظرا لا تتّقي الله فيه و هو في يدها

فلو تمرّ قبول أطرقت خفرا تغار حتّى من الأرواح سارية

كيما تصون الذي في خدّها نضرا أذالت الورد قانية و أصفره

لو استطاعت حمته الوهم و الفكرا حمته عن كلّ طرف فاسق غزل

و تجحد الفقر لا كبرا و لا أشرا تضاحك لا زهرا و لا لعبا

فاستنفدت طرفها الدمع الذي اذّخرا فإن خلت هاجت الذكرى لواعجها

تعلّقته فتى كالغصن قامته ...

وهام فيها تريه الشمس غرّتها حلو اللّسان أغرّ الوجه مزدهرا

إذا دنا رغبت لا يفارقها و الفجر مرتصفا في ثغرها دررا

تغالب الوجد فيه و هو مقترب و إن نأى أصبحت تشتاق لو ذكرا

كانت توقّى الهوى إذ لا يخامرها و تهجر الغمض فيه كلّما هجرا

قد عرّضت نفسها للحبّ واهية فأصبحت تتوقّى في الهوى الحذرا

و الحبّ كاللّص لا يدريك موعده فنال الهوى الجبّار مقتدرا

... لكنّه قلّما ، كالسّارق ، استترا

لا تسأم العين فيها الأنجم الزهرا و ليلة من ليالي الصّيف مقمرة

ثمّ استمرّ فباتت كالذي سحرا تلاقيا فشكاها الوجد فاضطربت

كما تحرّك كفّ العازف الوترا شكا فحرّك بالشّكوى عواطفها

لو أصبحت مسمعا أو أصبحت بصرا وزاد حتّى تمنّت كلّ جارحة

لا يملكان النّهى وردا و لا صدرا ران الهيام على الصّبّين فاعتنقا

تكفي الإشارة أهل الفطنة الخبرا " كان ما كان ممّا لست أذكره "

هامت به و هي لا تدري لشقوتها ...

رأته خشفا فأدنته فراء بها بأنّها قد أحبّت أرقما ذكرا

ما زال يؤمن فيها غير مكترث شاة فأنشب فيها نابه نمرا

جنى عليها الذي تخشى ، و قاطعها بالعاذلين فلمّا آمنت كفرا

كانت و كان يرى في خدّها صعرا كأنّما قد جنت ما ليس مغتفرا

فكلّما استعطفته ازور محتدما عنه فباتت ترى في خدّه صعرا

قال النّفار و " فرجيني " على مضض و كلّما ابتسمت في وجهه كشرا

... تجرّع الأنقعين : الصّاب و الصّبرا

متى ، لعمرك ، يجني الغارس الثّمرا ؟ قالت ، و قد زارها يوما ، معرّضة

أرجو بك الصّفو لا أرجو بك الكدرا كم ذا الصّدود ، و لا ذنب جنته يدي

كما تركت جفوني لا تذوق كرى تركتني لا أذوق الماء من ولهي

فإنّ ما بي لو بالصّخر لانفطرا أشفق عليّ و لا تنس وعودك لي

فؤاده فأطال الصّمت مختصرا أطالت العتب ترجو أن يرقّ لها

و كلّما أحرجته راغ معتذرا و أحرجته لأنّ الهمّ أحرجها

إلى م ألزم فيك العيّ و الحصرا و ضاق ذرعا بما يخفى لها

فليس يخطر في بالي و لا خطرا أهواك صاحبة ... أمّا اقترانك بي

أغضبت نفسي و الدّيّان و البشرا أهوى رضاك و لكن إن سعيت له

و ليس قلبي إلى قسمين منشطرا عنيت مالي من قلبين في جسدي

في كفّ غيرك ، رمت المطلب العسرا تطالبني فؤادي و هو مرتهن

و لم يخن قلبها عهدي و لا خفرا يكفيك أنّي فيك خنت إمرأتي !

و كان حبّك ضعفا بل خورا قد كان طيشا هيامي فيك بل نزفا

لا أحسب العمر إلاّه و إن قصرا قالت متى صرت بعلا ؟ قال من أمد

كادت تكذّب فيه السّمع و البصرا يا هول ما أبصرت يا هول ما سمعت

طارت له نفسها من وقعة شذرا لولا بقيّة صبر في جوانبها

كما تهيّج ليث بابنه و ترا يا للخيانة ! صاحت و هي هائجة

و أنّ ما كلّ برق يصحب المطرا الآن أيقنت أنّي كنت واهمة

ما خفت شرعا و لا باليت مزدجرا و هبت قلبك غيري و هو ملك يدي

كان الضّعيف و لا ينفكّ محتقرا ليست شرائع هذي الأرض عادلة

و كان أجدر أن أخشاك لا القدرا قد كنت أخشى يد الأقدار تصدعنا

و عفتني مثل جنح اللّيل معتكرا و صلتني مثل الشمس الأفق ناصعة

خيوطه و الرّواة المورد القذرا كما تعاف السّراة الثّوب قد بليت

هلّا خشيت انتقامي و هو قد سهرا خفت الأقاويل بي قد نام قائلها

أردد عليّ عفافي واردد الطّهرا يا سالبي عفّتي من قبل تهجرني

لاح الرّشاد و بان الغيّ وانحسرا ... هيهات ما من عفّتي عوض

و أقبلت نحوه تغلي مراجلها ...

في صدرها النّار ، نار الحقد ، مضرمة كأنّها بركان ثار و انفجرا

و أبصر النّصل تخفيه أناملها لكنّما مقلتاها تقذف الشّررا

لكنّها عاجلته غير وانية فراح يركض نحو الباب منذعرا

فخرّ في الأرض جسما لا حراك به بطعنة فجّرت في صدره نهرا

جنّت من الرّعب و الأحزان فانتحرت لكنّ " فرجين " ماتت قبلما احتضرا

... ما حبّت الموت لكن خافت الوضرا

بعد الحمام حديث القوم و السّمرا كانت قبيل الرّدى منسيّة فغدت

كما يطالع فيها النّاشيء العبرا تتلو الفتاة عظات في حكايتها

::: من اشتهى الخمر فليزرع دواليها " :::


لكن تعلّم قلبلا كيف تعطيها خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها


لا دمنه خبثها حتّى لساقيها كم وردة طيبها حتّى لسارقها

لو السماء طوت عنّا دراريها ظ أكان في الكون نور تستضيء به

لو كانتا الأرض لا تبدي أقاحيها ؟ أو كان في الأرض أزهار لها أرج

و الورق إن حبست هذي أ؟غانيها إن الطيور الدمى سيّان في نظري

في اليسر صار غناها من مخازيها إن كانت النفس لا تبدو محاسنها

يا عابد المال قل لي هل وجدت به ***

حتّى م ، يا صاح ، تخفيه و تطمره روحا تؤانسك أو روحا تؤاسيها

و تحرم النفس لذات لها خلقت كأنّما هو سوءات تواريها ؟

أنظر إلى الماء إنّ البذل شيمته و لم تصاحبك ، يا هذا ، لتؤذيها

فما تعكّر إلاّ و هوم منحبس يأتي الحقول فيرويها و يحميها

ألسجن للماء يؤذيه و يفسده و النفس كالماء تحكيه و يحكيها

و انظر إلى النار إنّ الفتك عادتها و السجن للنفس يؤذيها و يضنيها

تفني القرى و المغاني ضاحكة لكنّ عادتها الشنعاء ترديها

أرسلت قولي تمثيلا و تشبيها لجهلها أنّ ما تفنيه يفنيها

لا شيء يدرك في الدنيا بلا تعب لعلّ في القول تذكيرا و تنبيها

من اشتهى الخمر فليزرع دواليهال

::: إلى صديق :::


و أنت عن عيني بعيد يا من قربت من الفؤاد


شوق السليم إلى الهجود شوقي إليك أشدّ من

يهوى أخو الظمإ الورود أهوى لقاءك مثلما

و أصدّ عن هذا الصدود و تصدّني عنك النوى

جمعت من الدرّ النضيد وردت نميقتك التي

و كأنّما القرطاس جيد فكأنّ لفظك لؤلؤ

إذا شكى العاني القيود أشكو إليك و لا يلام

وداده إلاّ بليد دهرا بليدا ما ينيل

إن جئتهم غير الوعود و معاشرا ما فيهم

عندهم غير الجحود متفرّجين و ما التفرنج

غير ما عرف القرود لا يعرفون من الشجاعة

عنّي أو السخط الشديد سيّان قالوا بالرضى

فليس يصدّق في الوعيد من ليس يصّدق في الوعود

عددتهم طيّ اللحود نفر إذا عدّ الرجال

ما كلّ ذي مال يجود تأبى السماح طباعهم

أقسى من الحجر الصلود أسخاهم بنضاره

يفدي اللجين من الوفود جعد البنان بعرضه

خوف الصغير من اليهود و يخاف من أضيافه

من الرجال و لا يفيد تعس امريء لا يستفيد

وجوده ضرر الوجود و أرى عديم النفع ان

::: عيناك :::


صيّرتاني شاعراّ ساحرا عيناك و السّحر الذي فيهما


بدر الدّجى و الغصن و الطاّئرا علّمتني الحبّ و علّمته

سألت عنك القمر الزاهرا إن غبت عم عيني و جنّ الدّجى

كيما أناجي البلبل الشاعرا و أطرق الروضة عند الضحى

لأنّ فيها أرجا عاطرا و أنشق الوردة في كمّها

هل تذكرين العاشق الذاكرا ؟ يذكّر الصبّ بذاك الشذا

نبّهته من وكره باكرا ؟ كم نائم في وكره هانيء

لمّا رآني في الرّبى حائرا أصبح مثلي تائها حائرا

بطش الهوى و الهجر و الهاجرا وراح يشكو لي و أشكو له

فبات مثلي ساهيا ساهرا و كوكب أسمعته زفرتي

و لم أبال اللائم الزاجرا زجرت حتى النوم عن مقلتي

كيما تقول المثل السائرا يا ليت أنّي مثل ثائر

::: الدمعة الخرساء :::


في الحيّ يبتعث الأسى و يثير سمعت عول النائحات عشية


إنّ البكاء على الشباب مرير يبكين في جنح الظلام صبيّة

كالظبي أيقن أنّه مأسور فتجهّمت و تلفّتت مرتاعة

خرساء لا تهمي و ليس تغور و تحيّرت في مقلتيها دمعة

بسيوفهم و حسامه مكسور فكأنّها بطل تكنّفه العدى

ألنور ، و الأظلال ، و الديجور و جمت ، فأمسى كلّ شيء واجما

حتى كأنّ الأرض ليس تدور ألكون أجمع ذاهل لذهولها

حسن لديها و الجمال كثير لا شيء ممّا حولنا و أمامنا

وسها النسيم كأنّه مذعور سكت الغدير كأنّما التحف الثرى

و الأنجم الزهراء فيه قبور و كأنّما الفلك المنوّر بلقع

دور المزاح فضحكها تفكير كانت تمازحني و تضحك فانتهى

قالت وقد سلخ ابتسامتها الأسى : ...

أكذا نومت و تنقضي أحلامنا صدق الذي قال

و تموج ديدان الثرى في أكبد في لحظة ، و إلى التراب نصيره ؟

خير إذن منّا الألى لم يولدوا كانت تموج بها المنى و تمور

و من العيون مكاحل و مراود و من الأنام جلامد و صخور

و من القلوب الخافقات صبابة و من الشفاه مساحيق و ذرور

... قصب لوقع الريح فيه صفير !

أن الوجود مشوّش مبتور و توقّفت فشعرت بعد حديثها

و أنا أحسّ كأنّني مقرور ألصيف ينفث حرّه من حولنا

ليلي ، و ليس مع الشكوك سرور ساقت إلى قلبي الشكوك فنغّصت

كالرسم لا عطر و فيه زهور و خشيت أن يغدو مع الرّيب الهوى

ملء العيون و ليس ثمّ شعور و كدميه المثّال حسن رائع

أجسامنا إنّ اجسوم قشور فأحببتها : لتكن لديدان الثرى

فلنا إياب بعده و نشور لا تجزعي فالموت ليس يضيرنا

و يزول هذا العالم المنظور إنّا سنبقى بعد أن يمضي الورى

لا ينطوي إلاّ ليسطع نور فالحبذ نور خالد متجدد

لا أعين و مراشف و نحور و بنو الهوى أحلامحهم ورؤاهم

و خلا الدجى منّا و فيه بدور فإذا طوتنا الأرض عن أزهارها

أنا في ذراها بلبل مسحور فسترجعين خميلة معطارة

فتهشّ إذ يشدو و حين يطير يشدو لها و يطير في جنباتها

أنا فيه موج ضاحك و خرير أو جدولا مترقرقا مترنّما

أنا في جناحيها الضحى الموشور أو ترجعين فراشة خطّارة

أبدا تطوّف في البرى و تدور أو نسمة أنا همسها و حفيفها

و تؤوب حين تؤوب و هي عبير تغشى الخمائل في الصباح بلبلة

و قناعة ، صفصافة و غدير أو تلتقي الكئيب ، على رضى

و يسيل تحت فروعها و يسير تمتدّ فيه و في ثراه عروقها

و يشفّ فهو المنطوي المنشور و يغوص فيه خيالها فيلفه

ألناسكان : الظبي و العصفور يأوي إذا اشتدّ الهجير إليها

و الماء إن عطشا لديه و فير لهما سكينتها ووارف ظلّها

نام تدفّق تحته البلّور أعجوبتان – زبرجد متهدل

فكلاهما بكليهما مغمور لا الصبح بينهما يحول و لا الدجى

مخضرّة الأوراق ، و هو نمير تتعاقب الأيّام و هي نضيره

و الدهر أجمعه لديه حبور فالدهر أجمعه لديهما غبطة

فتبسّمت و بدا الرضى في وجهها ...

عالجتها بالوهم فهي قريرة إذ راقها التمثيل و الصوير

ثمّ افترقنا ضاحكين إلى غد و لكم أفاد الموجع التخدير

هي كالمسافر آب بعد مشقّة و الشهب تهمس فوقنا و تشير

لكنّني لمّا أويت لمضجعي و أنا كأنّي قائد منصور

و إذا سراجي قد وهت و تلجلجت خشن الفراش عليّ و هو وثير

و أجلت طرفي في الكتاب فلاح لي أنفاسه فكأنّه المصدور

و شربت بنت الكرم أحسب راحتي كالرسم مطموسا و فيه سطور

فكأنّني فلك وهت أمراسها فيها : فطاش الظنّ و التقدير

سلب الفؤاد رواه و الجفن الكرى و البحر يطغى حولها و يثور

حامت على روحي الشكوك كأنّها همّ عرا ، فكلاهما موتور

و لقد لجأت إلى الرجاء فعقّني و كأنّهن فريسة و صقور

يا ليل أين النور ؟ إنّي تائه أما الخيال فخائب مدحور

... مر ينبثق ، أم ليس عندك نور ؟

في لحظة و إلى التراب نصير ؟ " " أكذا نموت و تنقضي أحلامنا

و من الأنام جنادل و صخور " " خير إذن منّا الألى لم يولدوا

::: الكنار الصامت :::


نسي الكنار نشيده

و ليقذفنّ به الملال فتعال كي ننسى الكنار

و لترمينّ بريشه من القصور إلى القفار

و لنستعض عنه بطير للأرض عاصفة النفار

لا ، لا ، فإن سكت الكنا من لجين أو نضار

أو كان فارقه الصدا ر فلم يزل ذاك الكنار

صمت الكنار ، و إن قسا ، ح فلم يفارقه الوقار

صبرا فسوف يعود لل خير من النغم المعار

تغريد إن عاد النهار

الروح تهيم وتتعذب وتتألم ..
وتصرخ بأعلى الاصوات ..
لكن لايوجد من يسمع تلك الصرخآآآات ..
ستظل حزينه عند الفراق ..